احتضنت المدرسة الوطنية للصحة العمومية اليوم الاثنين في نواكشوط أشغال ورشة تستهدف المصادقة على مخطط وطني لتسيير النفايات الطبية، تم إعداده من طرف المركز الوطني للبحوث الطبية بالتعاون مع وزاة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.
ويهدف هذا المخطط،الذي يشارك في الورشة المنظمة للمصادقة عليه العديد من الخبراء والمختصين ومنظمات المجتمع المدني، إلى وضع مخطط لتسيير النفايات من خلال وضع إطار تنظيمي وقانوني يعمل على سد الثغرات في مجال تنظيم عملية تسييرها.
وتسعى الورشة الحالية كذلك إلى توضيح خطورة النفايات على صحة الإفراد والبيئة و تلويثها للهواء والماء والتربة والضرر الذي تلحقه بالحيوانات والنباتات أثناء عملية نقلها وأحرقها أوردمها.
ويعتبر العديد من الأخصائيين أن مشكلة النفايات الطبية يعود إلى غياب تنسيق مركزي بشأنها وغياب هيكلية ثابتة لتسييرها على مستوى المراكز الصحية، إضافة إلى نقص الوسائل والتجهيزات الضرورية لذلك.
ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فان نسبة كبيرة من نفايات المؤسسات الصحية تتشكل من مواد غير ضارة بالصحة، إذا ماتم فصلها عن باقي النفايات الخطيرة المختلطة بها.
وتشير هذه الإحصائيات إلى أن النسبة القليلة من النفايات الملوثة تتمثل في سوائل بيولوجية ومواد كيماوية تعتبر خطرا حقيقيا لكونها مصدرا مؤكدا لنقل العدوى والإضرار بالصحة.
وأوضح السيد عبد الله ولد الحبيب المستشار الفني لوزير الصحة في كلمة بالمناسبة أن تنظيم هذه الورشة التي تدوم يوما واحدا يتنزل في سياق حرص السلطات العمومية على الرفع من الظروف المعيشية للمواطنين وتحسين ظروفهم الصحية.
وأشار إلى أن التقييم الذي تم القيام به على مستوى المراكز الصحية المختلفة في البلد هذه السنة يظهر أن الهيئات الطبية تعاني من نقص الوسائل التي تمكنها من تسيير نفاياتها الطبية.
وبين المستشار الفني أن النفايات لا تتسبب في مخاطر اذا تمت معالجتها بطريقة سليمة، مشيرا إلى أن ذلك يستدعي وضع إستراتيجية ملائمة لمعالجتها وتكوين الأشخاص القائمين على جمعها والذين ينقصهم في الغالب التكوين .
وأوضح ممثل منظمة الصحة العالمية في نواكشوط السيد لامين سيسيى صار، أن منظمات الأمم المتحدة وشركاءها يقدمون الدعم باستمرار لعدد من الدول قصد مساعدتهم على مواجهة خطورة وتعقيدات نفايات المستشفيات الصلبة والنفايات السائلة خصوصا، مؤكدا استعداد منظمته لتقديم الدعم لموريتانيا من أجل تنفيذ المخطط الوطني لتسيير النفايات الطبية.